الاثنين، 16 أغسطس 2010

ماءٌ منهمر .. وجنّة .!





قال تعالى : " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴿١٠﴾
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴿١١﴾
وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴿١٢﴾

السورة : نوح .
المخاطِب : نوح عليه السلام .
المخَاطب : قوم نوح عليه السلام.
ديانة قوم نوح : الكفر ، عبادة الأصنام .
المطلوب منهم : الاستغفار أي الإسلام .
فـ" الاستغفار " هنا يأتي بمعنى الإسلام ، التوبة من الذنب و الإقلاع عنه لأنهم كفار ، فلا صالحات لكافر .!
نوع الاستدراج : بنعائم الدنيا المحسوسة ، و النتائج المباشرة للاستغفار ترغيباً لهم ، لأنهم كفار و لما يدخل الإيمان في قلوبهم بعد ..!

هل ورد مثل هذا الاستدراج في موضع آخر من القرآن ؟!

نعم ، في موضع آخر فقط ، في قوله تعالى : " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿٥٢﴾ "


عن هذا الموضع :

السورة : هود .
المخاطِب : هود عليه السلام .
المخَاطب : قوم هود عليه السلام.
ديانة قوم هود : الكفر ، عبادة الأصنام .
المطلوب منهم : الاستغفار أي الإسلام .


إذاً فالإغراء بالنعيم المعجل الدنيوي استدراج للتوحيد ، كاستدراج الرسول صلى الله عليه و سلم جديدي الإسلام و الأعراب بالغنائم ، و كإغراءه سراقة بسواري كسرى .!

" استغفروا " أخرى في القرآن...

" ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٩٩﴾ "


" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿٦٤﴾ "



"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿١٣٦﴾ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿١٣٧﴾ هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٨﴾ "

و في الحديث : " سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال : ومن قالها من النهار موقنا بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنة "

المعادلة إذن :

استدراج أمم الكفر للـ " توحيد " : بالدنيا .!

استدراج المؤمنين للـ " استغفار " : بالجنة .!



أما أن يكون الهدف الأول من الاستغفار لأمة مسلمة هو الإغراء نفسه لأمم كافرة ، فهذا يعني أن هناك أزمة ، أن هناك ربّاً من نوع ما .. و يمحق الله الربّا .!
أن يكون الجواب المباشر عند السؤال عن دليل على فضل الاستغفار ، هي الآيات من سورة نوح فهناك أزمة .!
أن يلتزم الانسان الاستغفار من الذكر ، و يظل عليه عاكفاً ، و يفرغ له الحصة الكبرى من ذكر الله ، وهو يعلم أن لا إله إلا الله أفضل الذكر و الحمد لله نخلة في الجنة و أكثر من ذلك ، فهناك أزمة .!
أن يلزم الانسان الاستغفار ، لأنه يريد أن تتبدل دنياه بمصائبها و همومها و أحزانها نعيماً و ملكاً عظيماً و هو قابع لا ينفع نفسه فهناك أزمة .!
أن يتحول الاستغفار إلى حملات و محافل، عسى أن تتبدل السماء و الأرض فهناك أزمة .!
أن تقضي عمرك تستغفر و أنت أنت ، لم تتغير فهناك أزمة .!


ما بعد التوحيد :

هناك انسان ، انسان يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً و يعمل لآخرته كأنه يموت غداً ، هذا الانسان ، يقول له الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :

" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب " .!

تشريح :

إن الاستغفار في الآيتين اللتين تعدان بنعيم الدنيا المعجل أعلاه ، يجب أن يكون عملياً فالاستغفار الشفهي ليس حقيقة الاستغفار على الأقل فيهما . بل و في سيد الاستغفار أيضاً حيث لم ترد كلمة " أستغفر " ذلك لأنه هناك بعد آخر ، لأنه لا يصح أن يقول الرجل : أستغفر الله العلي العظيم و أتوب إليه ، و هو يعبد الأصنام عاكف عليها .!

و كذلك لا يكرر المسلم " أستغفر الله العلي العظيم و أتوب إليه " سبعين مرة أو ألف مرة ، و هو لا يزال يغتاب و يغش و يكذب و يزور و يستمر في الذنب !


فالسنة التي تفرضها الآيات و يتضمنها الحديث هي أن تستغفر شفهياً و تقوم بسلوك إيجابي و هو " التوبة " و محو سلوك سلبي بـ" الإقلاع عن الذنب " حينها .. أنت تقوم ببناء انسان جديد متزن " خاشع " قابل للإنبات و لنيل الرزق بدون حساب و الجنة .!












.

هناك 18 تعليقًا:

نجاة يقول...

مالمشكلة في أن تغرى أمة مسلمة بما هو إغراء لأمم كافرة؟
هذا يعني أن هناك أزمة..؟

الإنسان إنسان في النهاية، وكل إنسان له طبيعته وما يجذبه وما يغريه، الإنسان نفسه في مرحلة من مراحل عمره يتأثر بأشياء وفي مرحلة أخرى بأشياء أخرى!

ولديك الحديث: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا "

* الفتن تشتد الآن على المؤمنين.. أليس هذا الواقع؟
أكثر من السابق جدًا؟

علياء، في مثل هذه الأوقات
لا أعتقد أن من الحكمة أن ننتظر من أحد -ولا من أنفسنا- أن نكون بإيمان كافٍ لنلغي الدنيا.. أو لنجعلها "دنيئة".. أو مرفوضة.. ولا شأن لها بالتحفيز وشدّ الهمّة تمامًا!

وطالما أن التوجه بهذا الإغراء لأمة مؤمنة من رسولنا، وطالما أن الدنيا لم تنفك عن بعض أوامره، كصلة الرحم مثلًا.. وهي ما هي في شأنها عند الله!

وطالما أن خير الدنيا في سؤل المؤمنين" آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"
فالإغراء هذا ليس مشكلة مطلقًا، وبما أن الرسول عليه الصلاة والسلام وجهه لأناس أكمل إيمانًا منّا وفي زمن فتنه مختلفة جدًا عن فتن زماننا التي تلاحق الناس في بيوتهم!
فلا أرى أن هناك أزمة أو خطأ أو أي مشكلة في الأمر..

هذه نقطة واحد: الإنسان إنسان، وإن علت همم بعض الناس للجنّة وتخلصوا من الدنيا 100%، ذلك شيء لا يُكلف به الجميع.. ومن تكلفه ممن عرفت شخصيًا لم يجلب لنفسه سوى الألم وذهب بعيدًا جدًا عن الطمأنينة التي وُعدها المؤمنون الصالحون، "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة"، "الا بذكر الله تطمئن القلوب"
إلخ
لأن الله علمنا "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا"

نجاة يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
علياء يقول...

نجاة حين نتحدث ، نفصل أكثر لذلك نتقارب أكثر .!

لقد أضفتُ بعض التفاصيل للتوضيح ..

هناك أزمة يا نجاة ، أزمة فكر ، أزمة أخلاق ، أزمة توازن و إتزان ، أزمة إدعاء ،أزمة سلبية.. أزمة تقولون مالا تفعلون !

و حين يتحول هذا السلوك إلى سلوك اجتماعي و إلى حملات في المواقع و رسائل الجوال ، فهو أزمة .!

و المؤمن حين يمسي كافراً أزمة .!

الفتن التي تشتد على المؤمن أزمة ، بكل تبسيطات الدنيا هي أزمة و مشكلة تحتاج إلى مواجهة ، هذه الفتن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمواجهتها فعلياً أي بـ " اعتقاد - قول - فعل " .. لقد حدد عليه الصلاة و السلام سلوكيات إيجابية لمواجهتها و أمر بمواجهة السلوك السلبي ، حتى أشراط الساعة و أعظم الفتن وصفها الرسول عليه الصلاة و السلام و وصف سلوك المسلمين حينها من القتا و الصبر و الهجرة و الدعاء و السجود إلخ ، أكثر من ذلك أنه استمر بالأمر بالمحاولة بالفعل الإيجابي حتى آخر رمق في هذه الدنيا ، غرس الفسيلة .!

( لا أعتقد أن من الحكمة أن ننتظر من أحد -ولا من أنفسنا- أن نكون بإيمان كافٍ لنلغي الدنيا.. أو لنجعلها "دنيئة".. أو مرفوضة.. ولا شأن لها بالتحفيز وشدّ الهمّة تمامًا! )

أعتذر لأني لم أفصل جيداً و لم أوضح الفكرة ..

الدنيا ليست مرفوضة ، الحياة واحدة تبدأ في الدنيا و تنتهي في الجنة أو النار .. و الإحسان في الدنيا من أعظم الطرق إلى الجنة .!


لم أقل احقروا الدنيا .. أقول عمروا الدنيا و الآخرة .. الجيل الذي تلقى القرآن و صاحب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مباشرة وعى جيداً الاستغفار و مارسه بكل حقائقة ، لم يكن ينتظر أن تمطر السماء ذهباً و لا فضة .!



لا أقول كونوا عمر بن الخطاب ، و لكن كونوا أفضل من قوم نوح .!

و لا خلاف .

نجاة يقول...

"الفتن التي تشتد على المؤمن أزمة ، بكل تبسيطات الدنيا هي أزمة و مشكلة تحتاج إلى مواجهة"
ومواجهتها تتم ببيع الدين بالدنيا على الناس طالما هم يبيعون الدين بالدنيا
ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة :)
طالما أن الخطوة في الإتجاه الصحيح فإن الإتجاه الصحيح سيثبت نفسه مع الوقت
ومثل هذه التدوينة تسهم في إثبات الإتجاه الصحيح.. إن شاء الله

موفقة..

نجاة يقول...

ع فكرة،
"يقول له الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :
" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب " .!"
، تذكرين مقالة أحمد خيري العمري، الحديث ضعيف والأمة ضعيفة؟

مري هناك:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/119743

علياء يقول...

نجاة ..

الدنيا يستطيع أن يشتريهاالمؤمن القوي .!

بالنسبة للحديث ضعيف و الأمة ضعيفة لا أذكر المقالة كاملة ، و لكن فاتني التحقق من صحة الحديث .!

اممممم ..

إذاً ، فلم يبق من الأنبياء سوى نوح و هود عليهما السلام ، يطلبان الاستغفار من أقومهما و يعدنهما بنتائج مباشر عاجلة تثبت الإيمان في نفوسهم إذا أسلموا .!

الإستغفار في هذه القصتين يعني التوبة من الكفر .!

ففي مكان آخر من القرآن يستغفر نبي لأبيه الكافر فيقول : " قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴿٤٧﴾ " ، هذا النبي هو أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام و هو يستغفر لأبيه ، و يقول سيد قطب في تفسير هذه الآية : " سأدعوا الله أن يغفر لك فلا يعاقبك بالإستمرار في الضلال و تو لي الشيطان ، بل يرحمك فيرزقك الهدى " ، و هنا تضيق المساحة حول أن نوحاً و هوداً عليهما السلام ربما قصدا بالإستغفار الذنوب الأخرى ، خطوة استباقية :)، القصة في موضع آخر من القرآن ، " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٤﴾ "

التفسير ، قدقال هذا قبل أن يستيقن من إصرار أبيه على الشرك ، قاله و هو يرجوا إيمانه و يتوقعه ، فلما تبين أنه عدو لله تبرأ منه ، و ذلك في قوله تعالى : " وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّـهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴿١١٤﴾ " ، و هذه الآية يسبقها : " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣﴾ " .!

الفكرة لا تزال .. الإستغفار في الآيات = التوبة من الكفر = التوحيد = الإسلام ،و التوبة من الكفر لا تختصر في أستغفر الله العلي العظيم من الكفر ، فقط .!

أتمنى أن تكون فكرتي واضحة :)

سلام

نجاة يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
نجاة يقول...

* أنا لم أقصد الاستغفار من الذنوب الأخرى، بل قصدت الاستغفار أن يكون استغفارًا
الأنبياء عمومًا أمرهم الثاني بعد التوحيد هو الاستغفار..
.. قلت، ربما يكون الأمر قد صار يشبه ما تذكرينه من استغفار إبراهيم لأبيه، استغفار لمشرك، "أدعوا الله أن يغفر لك فلا يعاقبك بالإستمرار في الضلال و تولي الشيطان ، بل يرحمك فيرزقك الهدى"
فيكون الذنب الكبير الذي يحتاجون للتوبة منه، وهو الكفر، والذي لا يُغفر ويُغفر كل ما دونه لمن شاء الله، يكون ذلك الذنب أول ذنب تنفك عنهم دائرته باستغفارهم..
،
أضيفي إلى هذا، أن الاستغفار بحد ذاته إيمان، إقرار بأنهم مخطئون، وبأن هناك إله واحد هو إله نوح، وأن فعلهم للاستغفار هو طاعة لهذا الرسول، وأن هذا الاستغفار، بلا خلاف، هو عبادة وذكر.. يُحتسب حسنات ويمحو السيئات..

"أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ﴿٣﴾ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى"
ذلك الاستغفار يحقق هذا،

وأرى الاستغفار يا علياء بحد ذاته توحيدًا وإيمانًا بالله، وليس شيئًا مختلفًا كثيرًا
أنظري للفظ: أستغفر الله
أطلب غفران الله
كم في هذا من معانٍ لا توجد في غير هذا من الألفاظ؟!
وسيد الاستغفار، يحمل نفس المعاني لكنها مُصاغة في كلمات كثيرة..

---

سئل بن تيمية رحمه الله أيهما أنفع للعبد الاستغفار أم التسبيح ؟
فأجاب : إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع , وإذا كان دنساً فالصابون والماء أنفع !!

---

ارتباط الرزق بالاستغفار، لم يرد في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
لكن، متى كان الناس المؤمنون قبلنا من علماء وغيرهم يرون في الأمر مشكلة؟
أن يُحفّز الإنسان بالرزق للاستغفار؟
والإنسان يُحرم الرزق بالذنب يصيبه!، لماذا يُذكر الرزق في الحديث هذا ويُنفّر من الذنب بذكر حرمان الرزق إذا لم يكن الرزق له شأن بالأشياء؟

تعرفين الدعاء، اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم
هذا الدعاء يُقنعني أن هناك ذنوبًا لا نعرفها، وأن الإقرار بوجود ذنب، والاستغفار منه، سواء عرفناه وتبنا منه أم لم نعرفه ولم نتب منه، أو لم نستطع التوبة تمامًا منه وتعديل سلوكنا لسبب أو لآخر، مجرد الاستغفار هذا يُحتسب.. هو فعل حسن وميزان الله عدل..!

--- أنا متفقة معك حول أن التوبة لازمة، وأن التخلص من الخطأ لازم، وأن تعديل السلوك بسلوك إيجابي لا بدّ منه، لكنني في الوقت نفسه أقول إن هذا لا ينفي الاستغفار لفظًا، وأقول شيئًا آخرًا، الإيمان يا علياء هو الآخر رزق!
. لهذا، توبة الإنسان، وهذه الأمور هي رزق آخر، من مفاتيحه الاستغفار
فكما يحيط الذنب بالإنسان يحرمه الرزق، يحيط به ويحرمه المزيد من الإيمان
الإيمان يزداد بالطاعة -الاستغفار- وينقص بالمعصية -الذنوب كلها!- وهكذا، حتى ترجح كفة الطاعة يزداد الرزق سعة، وبعض هذا الرزق دنيا وبعضه إيمان..

هكذا، أتتضح الأشياء التي أثرثر حولها؟ :)

علياء يقول...

تمام .. الأقرب للتقوى :)

نجاة يقول...

* أنا كل مشكلتي في الموضوع هي رفضك لاعتبار القول بحد ذاته شيئًا مُعتبرًا
يكفي ليقول الإيمان
مع أن شهادة التوحيد وهي أول أركان الإسلام قول.. لا إله إلا الله
صحيح أن لها عقيدتها وتفاصيلها التابعة لها
لكن، حين كان أحدهم في حرب، وقالها قبيل قتله، ولم يقبلها الصحابي منه، رفض الرسول عليه الصلاة والسلام وقال، هلّا شققت عن قلبه..
..
القول فعل
وليس لا شيء!
أن يقولوا أستغفر الله، قد يسبق إيمانهم حقيقة
ولا نذهب بعيدًا، ماذا عن البرمجة اللغوية العصبية وتكرار الألفاظ لتصبح معانٍ حية في النفس؟

عمران عماري يقول...

نجاة، وماذا عن تكرار الألفاظ لتصبح مجرد عادة؟
أعرف الكثير من الملاحدة في المغرب مثلا يقولون إذا غصبوا "لا حول ولا قوة إلا بالله" وهو غير مؤمن به أصلا، إنما يقولها كعادة.

بالنسبة لقتل الرجل، عدم صحته ليس نابعا من أن القول يحل محل الفعل، لكنه لتشريع عدم محاكمة النوايا.

إذن فحين نخاطب الشخص لنفسه نقول له أن الإستغفار قولا (والذكر عامة) لا يحل محل الفعل.
لكن حين نخاطب الشخص للآخرين، نقول له أن علينا ان نعامل الناس حسب ظاهر الأمر منهم، ولا نحاكم سرائرهم لأن الله وحده أعلم به.

شكرا علياء على الموضوع الطيب.

علياء يقول...

نجاة ..

لا أزال في محوري و لا تزالين في محورك .!

نتفق في نقاط و نفترق عند أخرى .!

عندما أقرأ ردك أجد تماماً ما أقول ، كما يحدث تماماً معك عندما تقرأين ردي ، و لكننا مختلفتان :).!


عموماً .. لو فصلنا في الأمر أكثر لما انتهينا .. و لو تناولنا الفقرات فقرة فقرة .. لملأنا المدونة ؛) .!

التوحيد و الإستغار .. و أن الإنسان عندما يستغفر هو بالتالي يقرّ بوجود الله .. أنتِ تقولين نعم .. عمران يقول لا .. أنا أقول ليس دائماً .!

تؤمنين بالقول .. و أنا أراه حقيقةمعطلة .!


البرمجة .. تستخدم الرسائل الإيجابية ، و لكن ليس فقط .. فهناك طقوووس .!


معلومة ما بالنسبة للأقوام أعلاه : كافرين و دهرين .. لذلك من المناسب جداًأن تكون دعوتهم بالمال و البنين و الأنهار و الأمطار .!

هذا و الله أعلم

علياء يقول...

نجاة ..

بالنسبة للحديث المتعلق بالرجل ، لا يعني أبداً أن تشهده سيعفيه من القتل ، إنما تعني : " أنت ظننت ، و لم تتثبت " ، هل يقتل رجل لمجرد الظن ، هل يقل رجل لأن القاضي يظن أنه قتل فقط مجرد ظن .؟!

علياء يقول...

أهلاً عمران

تكرار الذكر عند الملاحدة و سواهم ليصبح مجرد عادة .. من أوضح أوجه " تعطيل الذكر " .!

شكراً لتشاركنا وجهات النظر ..


وفقك الله

نجاة يقول...

لكن حين نخاطب الشخص للآخرين،
^
^
بالضبط ما أفعله مع علياء :D
علياء تعترض على الآخرين..

ونحن متفقتان في نظرتنا للتوبة وكونها تتطلب فعلًا.. وأنها منظومة متكاملة من المشاعر والأقوال والأفعال..
لكن، قضيتي معها هي الآخرون هذه..
:)
---
"القول يحل محل الفعل"
لم أقل القول يحل محل الفعل، إنما أقول إن القول بحد ذاته فعل له وزنه
انظر ماذا يحدث إذا شتم الإنسان الإنسان؟
ألا يُكتب عليه ذنب؟ وألا تُجرح مشاعر الإنسان ويتأذى وقد تشتعل حرب؟
هذا ما أقصده..
حين ينشغل أحد هؤلاء الذين تعترض علياء على تصرفاتهم بالاستغفار يقلل -على الأقل- من فرص الذنوب التي يستزيد منها..
^ هذه النقطة عن "يقولها كعادة." ليقلها كعادة، ليرطب لسانه بلفظ جميل بعض الوقت، على الأقل من يسمعه يستفيد من سماعه.. :)
بعض الناس قيمة كل حياتهم نفع غيرهم، ولو بأن يكونوا عبرة.. هكذا الدنيا!

---
علياء :)

"لا يعني أبداً أن تشهده سيعفيه من القتل"
#
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله
انظري، قال "قال" ولم يقل: قالها صادقًا من قلبه، قالها محققًا معانيها، قالها بيقين، قال ببساطة "قال"!
وابحثي عن حكم قتل من قال لا إله إلا الله.. ستجدين المزيد..
هنا مثلًا:
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=215&toc=8502&page=7415&subid=26852

...

أنا مررت هنا ولم أتوقع أن أجد شيئًا، ظننت أن النقاش انتهى :)
عمومًا
كلما ازداد الإنسان معرفة ازداد هدوء أعصاب وازداد أملًا

قلت لك من قبل، تدوينتك هذه شعلة جميلة
لكنني أبالي بإحساسك تجاه الأشياء.. تزعجين قلبك جدًا
ولا يمكنك إشعال شعلة قوية إذا لم تتزن حولها الظروف وتلائم هذا الاشتعال!
بالضبط كالبذرة التي تحتاج لظروف إنبات ملائمة..

قلبك أحد هذه الظروف :)

نجاة يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
نجاة يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
نجاة يقول...

لاحظا أننا نتكلم عن استغفار في إطار طاعة لأمر نبوي ارتبط بالرزق، وبآية تذكر هذا الأمر، موجه لانسان مُحتاج للرزق، سواء كانوا قوم نوح الذين كانوا في حاجة للمطر والزرع، أو كان إنسانًا مؤمنًا بالقرآن أنه كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!
كلهم في حاجتهم للرزق بشر، وكلهم في ميزان العمل عصاة وإن اختلف حجم العصيان..
كلهم إذا قالوا "أستغفر الله" فإنهم فعلوا طاعة واستجابوا لأمر إلهي هو الثاني غالبًا بعد الأمر بالتوحيد، هذه الاستجابة بحد ذاتها شيء يُذكر (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)، والله لا يخسر الميزان..
.
هذا لا يشبه الكلام عن العادة والملحد.. تلك قضية أخرى تمامًا في نظري..